السبت، 3 أغسطس 2013

والدتي



تصل دعوات الوالدة - أطال الله بقاءها - أسرع من طرود فيديكس ، وتنسف كل شيء كما لو كانت قوالب  متفجرة، ولها حُجة غير دامغة لكنها مُقنعة - لا تسألني كيف - فهذه مزايا من مزايا والدتي التي وهبها إيَّاها الله -عزّ وجل-، فهي تستطيع إقناعك بعكس كل المُسلّمات، ولتصدقني - أيها القارئ الكريم - إن قلت بأن الوالدة وعلى رغم المسافة الشاسعة بيني وبينها - ما يقارب 1000 كلم - إلا أنها تكتشف ما فعلت وتشعُر به !؛ الوالدة تُحب الزراعة، تُحب أن تزرع شتلتين من الباذنجان لتراقبهما وهما يتلفان مع الدهر وقلّة العناية، كذلك الخيار والطماطم نالهما ما نال الباذنجان، وعشقها الأبدي لحياكة ( البيوز ) ولا أخفيكم أنها باتت تُفكر في تنظيم أولمبياد لحياكة البيوز في البيوت المُغلقة، كما أني لا أنسى جملتها الشهيرة حينما تغضب قائلة ( يقولون يا حظّها جاها ولد ، ليتك بنت وارتحت )!، ومن هنا نشأ لدي كرهٌ أعمى لهذه البنت، مع أني لا أدري ما العيب في أن تكون ولدًا !!!!، عمومًا كونك ولدًا فهذا يعني أنك ستدخن وستدخل في معار كثيرة و و و و !، بينما لو كنت بنتًا فسوف تدرس ثم فجأة .. تتزوج!؛ افتتح أخي الأصغر لوالدتي حسابًا بنكيًا نضخ فيه شهرياً مبلغًا وقدره، لكنها لم تتعلم كيف تُدخل البطاقة في ماكينة الصرف الآلي، فهي تُدخلها في فتحة إخراج الإيصال على الدوام، فملّت وسئمت هذه الطريقة التكنولوجيّة، وفضّلت أن يكون الضخ يدويًا، من الماكينة إلى يدها الكريمة الشريفة المقدسة حرّمها الله عن النار وجميع أمهات المسلمين، وتصرفها في تبرعات وجمعيّات خيريّة وإطعام مساكين وإعانة محتاجين وفك كُربات المُكتربين، فنحن بهذا ضربنا عصافير كثيرة بحجر واحد، كسبنا رضاها وتصدقنا ونلنا رضا الله عز وجل، أنصحكم بهذه الطريقة الرائعة التي تزرع في فؤاد والدتك ريحانًا و ورودًا وتجعل التوفيق والفلاح طريقك ومسلكك، ودَعْ عنك غزوات الشيطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق