الأربعاء، 7 أغسطس 2013

الخبث واللكاعة




الأفعالُ في بدايتها تصدر عن تفكير وتركيز ( الكلتش والبنزين مثلًا) !، تتحول بعد ذلك إلى ( عادة ) تصدر عن العضو نفسه ( القدم )، من العقل الواعي إلى العمود الفِقري !، من العمود الفِقري كبداية، هذا إن كنت فقاريًا!.
اذهب إلى الدكان، خُذ قطعة تويكس مثلًا!، امضغها ..! لا شيء! لا طعم!.
عُد بذاكرتك إلى أيّام الطفولة، حينما كانت الريالين ثروة، تلفهما ليبدوان أكثر، تمرُّ على الأطفال مزهوًا وأنت تُردد: ( ثِفْ معي فلوث كثيرة ) على افتراض أنك أثرمْ ! -، تذهب.. تتقافز إلى الدكان، ترى تويكسًا كيسهُ ذهبيٌ يلمع !، تُعطي الهندي ريالين وتأخذ التويكس وبنصف ريال ( علك ).
تحس أنك ملكت الدنيا بكل ما فيه ، وحُزت المجد من أطرافه، قد تأكل الحلوى في طريق عودتك لقلّة صبرك، وقد تتصبر لتقهر الأطفال الآخرين في البيت، حتّى تعمد الإغاظة كان ينضح بالبراءة، الطفل الآخر لا يحقد عليك !، سيفكر هو الآخر بطريقة عمليّة أكثر ، سيذهب إلى أمه ويطلب منها ريالين.
 كيف كان طعم الحلوى في ذلك الحين ؟!، أغمض عينيك وركز، ستجد أنَّ طعم الذكرى أحلى وألذ من طعم الواقع !، وهكذا تفقد الحياة معناها.
دعكَ من الطفولة، لقدت فقدت كلمة الطفولة معناها بدورها لكثرة ما يرددها المرددون؛ أدور في كل شيء تقريبًا، المدرسة، أهلي، السيّارة، فهد وسلطان، حمدي وتصرفاته التي تنمُّ عن دناءة، وناصر ونكتته الحاضرة، والدكتور عبد العزيز و ( قفطاته )، والدكتور فتحي الملعون، بل حتّى مبارك البزرنجي !!.
كل هذا لا تجوز كتابته ، لكن سأتحدث عن الخبث.
(الخبث هو سيّد الأخلاق) وَ (اللكاعة هي قمّة الذكاء).
حسنًا أعترف، لقد انتظمت في صفوف حزب اللكاعة، وأنا لا أعرف رئيس الحزب ولم أره في حياتي، يُقال أنه إبليس الرجيم !، وسمعتُ إشاعات تقول أنهُ شخصٌ من ربعنا، وقد أصبحت من جلاوزة اللكاعة وأباطرة الخبث .
هل تُقدر الماركات ؟!، أنْ تكون شخصًا يعتمُّ بما يلبس، وكيف يرمقه الناس؟ وكيف يقولون: ( شف شف، لابس ساعة شانيل أو بدلة أرماني ) ؟.
ما بال هذا يرمقني بهذه النظرة ؟!.
سكسوكة، وبدلة من أرماني !، فرحٌ أنت كثيرًا بنفسك ؟!، ترفع طرفي شماغك وكأنك تتجهز للطيران، تبي تشخّص !.
يس لكَ في الحسن أمل، ألا ترى كرشتك ؟، ألم يُخبرك أحدٌ عن حجم مقفّاك واكتناز إليتك بالشحوم ؟!.

بذاءة في القول والفعل والتفكير، الحياة قذرة لكنني ما زلتُ متعلقٌ بها، رغم أنَّ شيئًا فيها لا يخلو من شائبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق